الثلاثاء، 16 مارس 2010

إذا هم العبد بالحسنة سرا


سئل شيخ الإسلام ابن تيمية "رحمه الله تعالى" عن قوله صلى الله عليه وسلم :" إذا هم العبد بالحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة" الحديث . فإذا كان الهم سرا بين العبد وبين ربه فكيف تطلع الملائكة عليه ؟

فأجاب :

الحمد لله : قد روي عن سفيان بن عيينة في جواب هذه المسألة قال : " إنه إذا هم بحسنة شم الملك رائحة طيبة , وإذا هم بسيئة شم رائحة خبيثة "

والتحقيق: أن الله قادر أن يعلم الملائكة بما في نفس العبد كيف شاء , كما هو قادر على أن يطلع بعض البشر على ما في الإنسان .

فإذا كان بعض البشر قد يجعل الله له من الكشف ما يعلم به أحيانا ما في قلب الإنسان : فالملك الموكل بالعبد أولى بأن يعرفه الله ذلك .

وقد قيل في قوله تعالى : (( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد )) أن المراد به الملائكة : والله قد جعل الملائكة تلقى في نفس العبد الخواطر , كما قال عبد الله ابن مسعود :" إن للملك لمة [ وللشيطان لمة] فلمة الملك تصديق بالحق ووعد بالخير, ولمة الشيطان تكذيب بالحق وإيعاد بالشر " . وقد ثبت عنه في الصحيح أنه قال :" ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الملائكة , وقرينه من الجن , قالوا : واياك يا رسول الله ؟ قال :" وأنا , إلا أن الله قد أعانني عليه , فلا يأمرني إلا بخير ".

فالسيئة التي يهم بها العبد إذا كانت من إلقاء الشيطان : علم بها الشيطان .

والحسنة التي يهم العبد إذا كانت من القاء الملك : علم بها الملك أيضا بطريق أولى , وإذا علم بها هذا الملك : أمكن علم الملائكة الحفظة لأعمال بني آدم .

---------


المصدر: مجموع فتاوى ابن تيمية "رحمه الله" ج 4 ص 253

0 التعليقات:

إرسال تعليق

لسَانُ الْمَرْءِ يُنْبِئُ عَنْ حِجَاهُ ... وَعِيُّ الْمَرْءِ يَسْتُرُهُ السُّكُوتُ