الجمعة، 19 مارس 2010

بعض الأخطاء المنتشرة

العقيدة هي الأساس الذي يقوم عليه بنيان الأمم ، وصلاح كل أمة مرتبط بسلامة عقيدتها وسلامة أفكارها ومن ثم فقد جاءت رسالات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام تنادي بإصلاح العقائد ..

فمن أوجب الواجبات وأعظم ما فرض الله على عباده التوحيد والعمل به ، ومعرفة الشرك والحذر منه ،

ولا صلاح للعبد ولا فلاح ولا سعادة في الدنيا والآخرة إلا بذلك .

وقد حذّر النبي r أمته من الشرك غاية التحذير و سدَّ كل الطرق المفضية إليه وحَمَى حِمَى التوحيد ..

و سار صدر هذه الأمة على النهج الذي رسمه r وعلى موجب الوصايا النبوية فحفظوا عقائدهم

وصانوها من كل مناقض ومنقص ..

ولما انتهت تلك القرون المفضَّلة وامتد بالناس الزمان وجهل أغلبهم دينهم تسرَّب لكثير منهم البدع والخرافات

ووقعوا فيما حذّرهم منه نبيهم r ، والله المستعان .

وفي هذا التصنيف سنضيف لكم بعض الأخطاء الشائعة في ألفاظنا وأفعالنا والتي تمس عقيدتنا, والمتأمل يجد ما يحزن القلب ويؤلمه ، ويحرك نشاطه وهمته في تعلم التوحيد وتعليمه طمعاً في وعد الله عزوجل ، وخوفاً من عقابه ، ورحمة بخلقه ..

والله نسأل أن يرزقنا وإياكم صواب الرأي ، وقوة الحجة ، وأن يجعلنا من المتمسكين بكتابه وسنة نبيه r الذابِّين عنها ..

الأربعاء، 17 مارس 2010

كن مفتاحاً للخير


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر, وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير.

فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه, وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه)) [i]

ومن أراد لنفسه أن يكون من مفاتيح الخير مغاليق الشر أهلِ طوبى, فعليه بما يلي :

:1) الإخلاص لله في الأقوال والأعمال, فإنه أساس كل خير وينبوع كل فضيلة
.2) الدعاء والإلحاح على الله بالتوفيق لذلك, فإن الدعاء مفتاح لكل خير, والله لا يرد عبداً دعاه ولايخيب مؤمناً ناداه
.3) الحرص على طلب العلم وتحصيله, فإن العلم داع إلى الفضائل والمكارم حاجز عن الفحشاء والعظائم.
4) الإقبال على عبادة الله ولاسيما الفرائض, وبخاصة الصلاة فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر
.5) التحلي بمكارم الأخلاق ورفيعها, والبعد عن سفاسف الأخلاق ورديئها.
6) مرافقة الأخيار ومجالسة الصالحين, فإن مجالسهم تحفها الملائكة وتغشاها الرحمة, والحذر من مجالس الأشرار والطالحين, فإنها متنزل الشياطين
.7) النصح للعباد حال معاشرتهم ومخالطتهم, بشغلهم في الخير وصرفهم عن الشر
.8) تذكر المعاد والوقوف بين يدي رب العالمين , فيجازي المحسن بإحسانه والمسئ بإساءته . {فمن يعمل مثقال ذرةٍ خيراً يره, ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره} – الزلزلة 7-8 -
9) وعماد ذلك كله رغبة العبد في الخير وفي نفع العبد في الخير وقي نفع العباد, فمتى كانت الرغبة فائمة والنية مصممة والعزم أكيداً, واستعان بالله في ذلك وأتى الأمور من أبوابها, كان –بإذن الله- من مفاتيح الخير مغاليق الشر.
والله يتولى عباده بتوفيقه, ويفتح على من يشاء بالحق وهو خير الفاتحين.



.......
المصدر: موقع الشيخ عبد الرزاق البدر"حفظه الله"


[i] رواه ابن ماجة (237), وحسنه الألباني رحمه الله في صحيح سنن ابن ماجه (194)

سنة تركها أكثر الناس

قال ابن القيم-رحمه الله- في كتابه زاد المعاد:


" ... وكان هديه صلى الله عليه وسلم إطالةَ هذا الركن بقدر السجود، وهكذا الثابتُ عنه في جميع الأحاديث، وفي "الصحيح" عن أنس رضي اللّه عنه: كانَ رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم يقعُد بين السجدتين
حتى نقول: قَدْ أَوْهَمَ.

وهذه السنةُ تركها أكثرُ الناس مِن بعد انقراض عصر الصحابة، ولهذا قال ثابت: وكان أنس يصنع شيئاً لا أراكم تصنعونه، يمكُث بين السجدتين حتى نقول: قد نسي، أو قد أوهم".

الثلاثاء، 16 مارس 2010

إذا هم العبد بالحسنة سرا


سئل شيخ الإسلام ابن تيمية "رحمه الله تعالى" عن قوله صلى الله عليه وسلم :" إذا هم العبد بالحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة" الحديث . فإذا كان الهم سرا بين العبد وبين ربه فكيف تطلع الملائكة عليه ؟

فأجاب :

الحمد لله : قد روي عن سفيان بن عيينة في جواب هذه المسألة قال : " إنه إذا هم بحسنة شم الملك رائحة طيبة , وإذا هم بسيئة شم رائحة خبيثة "

والتحقيق: أن الله قادر أن يعلم الملائكة بما في نفس العبد كيف شاء , كما هو قادر على أن يطلع بعض البشر على ما في الإنسان .

فإذا كان بعض البشر قد يجعل الله له من الكشف ما يعلم به أحيانا ما في قلب الإنسان : فالملك الموكل بالعبد أولى بأن يعرفه الله ذلك .

وقد قيل في قوله تعالى : (( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد )) أن المراد به الملائكة : والله قد جعل الملائكة تلقى في نفس العبد الخواطر , كما قال عبد الله ابن مسعود :" إن للملك لمة [ وللشيطان لمة] فلمة الملك تصديق بالحق ووعد بالخير, ولمة الشيطان تكذيب بالحق وإيعاد بالشر " . وقد ثبت عنه في الصحيح أنه قال :" ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الملائكة , وقرينه من الجن , قالوا : واياك يا رسول الله ؟ قال :" وأنا , إلا أن الله قد أعانني عليه , فلا يأمرني إلا بخير ".

فالسيئة التي يهم بها العبد إذا كانت من إلقاء الشيطان : علم بها الشيطان .

والحسنة التي يهم العبد إذا كانت من القاء الملك : علم بها الملك أيضا بطريق أولى , وإذا علم بها هذا الملك : أمكن علم الملائكة الحفظة لأعمال بني آدم .

---------


المصدر: مجموع فتاوى ابن تيمية "رحمه الله" ج 4 ص 253

الحكمة من قول الشهادة بعد الوضوء

هل يجوز للمسلم إذا توضأ فغسل وجهه أن يقول‏:‏ اللهم بيِّض وجهي كما بيضت وجوهًا وكما سوَّدت وجوهًا، اللهم اجعلني أشرب من ماء الجنة‏.‏‏.‏‏.‏ ‏؟‏ 

لا يُقال هذا الدعاء عند غسل الوجه؛ لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم
والنبي عليه الصلاة والسلام يقول‏:‏ 
(‏من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه؛ فهو ردٌّ‏)‏ ‏[‏رواه البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏، ويقول‏:‏ ‏(‏من عمل عملاً ليس عليه أمرنا؛ فهو ردٌّ‏)‏ ‏[‏رواه البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏‏‏، 
ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند غسل وجهه، إنما كان يقول عند بداية الوضوء‏:‏ ‏(‏بسم الله‏)‏، وعند نهايته‏:‏ ‏(‏أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله‏)‏ ‏، والحكمة في ذلك – والله أعلم – أنه يجمع بين الطهورين‏:‏ الطهور بالماء من الحدث الأصغر والأكبر، وهي الطهارة من الحدث الحسيّ، وذلك بالماء، ويأتي بالشهادتين للطهارة من الشرك، فيجمع إذًا بين الطهارتين‏:‏ الطهارة من الحدث والطهارة من الشرك، هذه هي الحكمة، والله أعلم، أما ما عدا ذلك؛ 
فلا يقال أدعية أثناء الوضوء؛ 
لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏
.....................
منقول من موسوعة : المنتقى من فتاوى الفوزان .
الجزء الثالث


الاثنين، 15 مارس 2010

شرح حديث: «يتبع الميت ثلاث، فيرجع اثنان ويبقى واحد: يتبعه أهله، وماله، وعمله، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله»...



قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله - :
في الصحيحين من رواية عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أنس
عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال
:
«يتبع الميت ثلاث، فيرجع اثنان ويبقى واحد: يتبعه أهله، وماله، وعمله، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله»...


وتفسير هذا: أن ابن آدم في الدنيا، لابد له من أهل يعاشرهم، ومال يعيش به.

فذان صاحبان يفارقانه ويفارقهما.
فالسعيد: من اتخذ من ذلك ما يعينه على ذكر الله تعالى، وينفعه في الآخرة.
فيأخذ من المال ما يبلغ به إلى الآخرة، ويتخذ زوجة صالحة تعينه على إيمانه.


فأمَّا من اتخذ أهلاً ومالاً يشغله عن الله تعالى، فهو خاسر؛ وكما قالت الأعراب


(شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا)[الفتح: 11]।



وقال تعالى: (لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)
[المنافقون: 9]
...


قال الحسن وهو في جنازة: ابن آدم!! لئن رجعت إلى أهل ومال، فإن الثوى فيهم قليل.



وفي الحديث: ( ابن آدم! عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه،
واعمل ما شئت فإنك ملاقيه،وكن كيف شئت، وكما تدين تدان)...



فأهله لا ينفعه منهم بعد موته إلا من استغفر له، ودعا له، وقد لا يفعل.



وقد يكون الأجنبي أنفع للميت من أهله،


كما قال بعض الصالحين: وأين مثل الأخ الصالح..؟؟

أهلك يقتسمون ميراثك، وهو قد تفرد بحزنك؛ يدعو لك وأنت بين أطباق الأرض...


وأما الخليل الثاني: فهو المال، ويرجع عن صاحبه أولاً ولا يدخل معه قبره،
ورجوعه كناية عن عدم مصاحبته له في قبره، ودخوله معه

وقد فسر بعضهم المال الراجع: بمن يتبعه من رقيقه، ثم يرجعون مع الأهل فلا ينتفع الميت بشيء من ماله بعد موته، إلا ما كان قدمه بين يديه، فإنه يقدم عليه وهو داخل في عمله الذي يصحبه في قبره
وأما ما خلَّفه وتركه، فهو لورثته لا له، وإنما كان خازنًا لورثته .


وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«يقول ابن آدم: مالي مالي!! قال: وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت»...


فلا ينتفع العبد من ماله إلا بما قدمه لنفسه، وأنفقه في سبيل الله عز وجل،



فأما ما أكله ولبسه فإنه لا له ولا عليه، إلا أن يكون فيه نية صالحة...

فأما ما أنفقه في المعاصي فهو عليه لا له، وكذلك ما أمسكه ولم يؤد حق الله عز وجل منه...


فمن تحقق هذا فليقدم لنفسه من ماله ما يحب؛ فإنه إذا قدمه كان له وبين يديه، ينتفع به في دار الإقامة.

وإذا خلفه كان لغيره لا له، وقد يكون هو ممن يحبسه عن النفقة في سبيل الله، فيراه يوم القيامة في ميزان غيره، فيتحسر على ذلك، فيدخل هو بماله النار، ويدخل وارثه به الجنة!!...


أما الخليل الثالث: فهو العمل.

وهو الخليل الذي يدخل مع صاحبه قبره، فيكون معه فيه ويكون معه إذا بعث، ويكون معه في مواقف القيامة، وعلى الصراط، وعند الميزان، وبه تقسم المنازل
في الجنة والنار


انتهى كلام الإمام ابن رجب رجب رحمه الله






فلنحسن التزود وخير الزاد التقوى


وإن كان هناك شيء نلتفت إليه في هذه الدنيا , فهو ذاك الأخ في الله الذي أشار إليه
ابن رجب رحمه الله بقوله :


( وقد يكون الأجنبي أنفع للميت من أهله، كما قال بعض الصالحين: وأين مثل الأخ الصالح..؟؟ أهلك يقتسمون ميراثك، وهو قد تفرد بحزنك؛ يدعو لك وأنت بين أطباق الأرض).


الخميس، 11 مارس 2010

من درر وفوائد الإمام الألباني - رحمه الله

إذا كنتُ أنا أحبك في الله فعلاً تابعتك بالنصيحة، كذلك أنت تقابلني بالمثل ، ولذلك فهذه المتابعة في النصيحة قليلة جداً بين المدعين الحب في الله ، الحب هذا قد يكون فيه شيء من الإخلاص ، ولكن ليس كامل ،وذلك لأن كل واحد منا يراعي الآخر ، الخوف من زعله ،الخوف من الذهاب الى غيره....إلى آخره ، ومن هنا الحب في الله ثمنه أن يخلص كل منا للآخر وذلك بالمناصحة ، يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر دائماً وأبداً فهو له في نصحه أتبع له من ظله ، ولذلك صح أنه كان من دأب الصحابة حينما يتفرقون أن يقرأ أحدهما على الآخر

ﭧ ﭨ ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ

العصر: ١ - ٣

..................................

المصدر: الحاوي من فتاوى الألباني . ص (165-166)