الخميس، 15 أبريل 2010

احرص على ما ينفعك واستعن بالله


قال صلى الله عليه وسلم: 
«احرص على ما ينفعك واستعن بالله»،


فيالهما من كلمتين عظيمتين جمع فيهما خيري الدنيا والآخرة،
لمن فهمهما وعمل بهما من العباد، 


فأما الحرص والجد في تحصيل الأمور النافعة في المعاش والمعاد، 
وذلك بالاجتهاد في القيام بعبودية الله التي خلق الله المكلفين لأجلها، 
وبما يعين على ذلك من كسب الحلال المساعد على أمرها،
ولا يتم ذلك إلا بسلوك طرقها النافعة وأبوابها،
ولا يحصل إلا بقوة الاستعانة بالله والتوكل عليه،
لا على الأسباب، بل على مسببها،
فلا يفوت أحدا الخير إلا بترك واحد من هذه الأمور،
______________
إما أن لا يحرص بل يستولي عليه الكسل والفتور، 
أو يكون حريصا على غير الأمور النافعة،
أولا يستعين بميسر الأمور.
______________
أعظم الأمور النافعة
أن تتعلم ما يقيم دينك وعباداتك ومعاملاتك،
وأن تؤدي الشرائع الظاهرة والباطنة 
مجتهدا في تكميل عباداتك قائما بحقوق الخالق وحقوق الخلق، 
مستعينا بربك في طلب الحلال من الرزق،


فيا طوبى لمن قوي توكله على ربه في تيسير أمر دينه ودنياه،
ويا سعادته إذا شاهد النجاح والفلاح عند تمام مسعاه،


إذا أردت أن تختار عملا نافعا تصلح به دنياك،
فاسلك الطريق الموصل إليه برفق،واستعن بمولاك،
فإنك إذا حققت التوكل عليه سهل لك الأمر،ويسره وكفاك،
وإن أعجبت بنفسك ورأيك خذلك، ووكلك إلى ضعفك فوهنت قوتك وقواك،


فلو توكلتم على الله حق توكله،
لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا،


ولكن كثيرا منكم يعجب بنفسه فيرهقه وهنا وهوانا وخذلانا،
((وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ)).
..................
من كتاب "الفواكه الشهية من الخطب المنبرية"
للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله

0 التعليقات:

إرسال تعليق

لسَانُ الْمَرْءِ يُنْبِئُ عَنْ حِجَاهُ ... وَعِيُّ الْمَرْءِ يَسْتُرُهُ السُّكُوتُ