الخميس، 15 أبريل 2010

أوَ نُؤجَرُ ويأثمونَ


أوَ نُؤجَرُ ويأثمونَ؟!


إليكم قصّة الإمامِ الحافظِ،


 التابعيُِ الجليلِ إبراهيمَ النخعيّ.


كانَ إبراهيمُ النخعيُّ رحمهُ اللهُ تعالى أعورَ العينِ.
وكانَ تلميذهُ سليمانُ بنُ مهرانٍ أعمشَ العينِ (ضعيفَ البصرِ)


وقد روى عنهما ابنُ الجوزيّ في كتابهِ [المنتظم] أنهما سارا في إحدى طرقاتِ الكوفةِ يريدانِ الجامعَ


وبينما هما يسيرانِ في الطريقِ


قالَ الإمامُ النخعيُّ:  يا سليمان! هل لكَ أن تأخذَ طريقًا وآخذَ أخرى؟ 


فإني أخشى إن مررنا سويًا بسفهائها، لَيقولونَ: أعورُ ويقودُ أعمشَ!  فيغتابوننا فيأثمونَ.


فقالَ الأعمشُ: يا أبا عمران! وما عليك في أن نؤجرَ ويأثمونَ؟!


فقال إبراهيم النخعي : يا سبحانَ اللهِ! بل نَسْلَمُ ويَسْلَمونُ خيرٌ من أن نؤجرَ ويأثمونَ.


المنتظم في التاريخ (7/15). 


نعم! يا سبحانَ اللهِ! 


أيُّ نفوسٍ نقيةٍ هذهِ؟!


التي لا تريدُ أن تَسْلَمَ بنفسها.


بل تَسْلَم ويَسْلَم غيرُها. 


إنها نفوسٌ تغذت من معين ((قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ)).


كنتُ أتساءلُ كثيرًا: لو كانَ إبراهيمُ النخعيُّ يكتبُ بيننا.


هل تُراهُ كانَ يُعممُ كلامَهُ، ويُثيرُ الجدالَ، وَيُوهِمُ الآخرينَ، ويُورِّي في عباراتهِ، 


ويطرحُ المُشكلَ بلا حلولٍ؛ ليؤجَرَ ويأثَمَ غيرهُ؟!!!


أم تُراهُ كانَ صريحًا ناصحًا، وفي عباراتهِ واضحًا؟!


وَرَضِيَ اللهُ عن عمرَ إذ كانَ يسألُ الرجلَ فيقولُ: كيف أنت؟


فإن حمدَ الله،


قال عمرُ : (( هذا الذي أردتُ منكَ )).


رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني.


تأمل معي .. إنهم يسوقونَ الناسَ سوقًا للخيرِ؛ لينالوا الأجرَ 


(( هذا الذي أردتُ منكَ.. ))


أردتك أن تحمدَ اللهَ فتؤجرَ.


إنهُ يستنُّ بسنة حبيبهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ إذ ثبتَ عنهُ صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ مثلُ ذلكَ.


فهل نتبع سنة حبيبنا صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ؟


أوَ ليسَ : 


نَسْلَمُ ويَسْلَمونَ 


خيرٌ من أن : 


نُؤجَرُ ويأثمونَ؟!!!



إرشادات لتجنب آلام الظهر




أولا: زيادة الوزن تؤدى إلى ضغوط زائدة علي أنسجة الظهر لذا حاول جاهدا تقليل وزنك عن طريق المداومة علي المشي و التمرينات والتقليل من المواد السكرية والنشوية والدهنية في طعامك والاتجاه إلى الخضراوات والفاكهة قليلة السعرات . 


ثانيا: تجنب الاستمرار في الجلوس أو الوقوف لفترة طويلة وإذا كان ذلك ضروريا فيجب أن يكون هناك فاصل كل نصف ساعة على الأقل تقوم خلاله بالمشي قليلا و تغيير الوضع و عمل بعض التمرينات الموصوفة من الأخصائي . 


ثالثا: تجنب الجلوس منحن للأمام و يجب أن يكون طول المكتب أو المنضدة التي تعمل عليها مناسبا حتى لا تميل اكثر وظهرك منحنى و يجب أيضا أن يكون المكتب قريب جدا منك. 


 رابعا: تجنب النوم أثناء الجلوس. 


خامسا: عند الجلوس يجب أن يكون ظهرك من الأرداف إلى أعلى الظهر مستقيما وملاصقا للكرسي و يمكن وضع مخدة صغيرة لسند اسفل الظهر في المكتب أو السيارة .لا تزحزح نفسك للأمام وتجلس مسترخيا . 


سادسا: يفضل أن يكون الكرسي الذي تجلس علية ذا مساند للذراعين فهذا يزيل كثيرا من الأحمال علي الظهر و يفضل الاستناد علي هذه المساند أثناء القيام من الجلوس للوقوف.


سابعا: يمكن استخدام وسادة تحت الأذرع أثناء القراءة بهدف التقليل من الضغوط علي اسفل الظهر و الرقبة. 


ثامنا: عند الاضطرار إلى الوقوف لفترة طويلة يفضل استخدام كرسي صغير
(30 سم مثلا) لوضع أحد القدمين عليه ثم التبديل بالساق الأخرى. 


تاسعا: تجنب ثني الظهر لعمل أو حمل شئ حتى لو كان لمجرد التقاط ورقة. 
ثني الظهر مع دوران الجذع لرفع شئ من أشد الضغوط الميكانيكية التي يتعرض لها الظهر. 


عاشرا: التدخين من العوامل التي تزيد من آلام اسفل الظهر لذا إذا كنت مدخنا توقف فورا.  


الحادي عشر: تجنب القراءة أوا لمشاهدة وأنت مستلقي علي السرير حيث أنه في أغلب الأوضاع سيكون الظهر في وضع سيئ. 
تجنب الانحناء للأمام أثناء العطس أو السعال ولمنع الألم بالظهر أثناء العطس أو السعال أقبض عضلات ظهرك و بطنك قبل العطس أو السعال. 
احمل حقيبتين متساويتين بدلا من حقيبة واحدة ثقيلة. 


 الثاني عشر:تجنب تعريض ظهرك لتيارات الهواء وحاول تجنب التغيرات المفاجئة للجو كالانتقال من جو ساخن إلى التكييف. 


الثالث عشر: السباحة من الرياضات المفيدة والآمنة لمريض آلام اسفل الظهر حيث تساعد قوة دفع الماء علي التقليل من الضغوط علي اسفل الظهر وممارسة التمرينات بسهولة. 


 الرابع عشر: للقيام من السرير يثني المريض الركبتين ويستدير للنوم على جنبه ويقوم من هذا الوضع إلى الجلوس عن طريق الدفع بالأيدي بينما ينزل ساقيه ثم القيام ويقوم المريض بنفس الخطوات للنوم علي السرير ولكن بترتيب عكسي. 


 الخامس عشر: تجنب رفع الأشياء الثقيلة وعند رفع شئ من الأرض يجب أن يكون قريبا منك (بين ركبتيك مثلا) وقدم ساق عن الأخرى حيث تثني الركبتين مع الحفاظ علي الظهر مستقيما ثم يرفع الشيء عن طريق فرد الركبتين مع الحفاظ علي الظهر مستقيما.تجنب الحركات السريعة واللف بالجذع أثناء حمل الوزن ولكن در بجسمك كوحدة واحدة عن طريق قدميك. 


 السادس عشر: عند حمل أي شئ يجب أن يكون قريب من الجسم قدر الإمكان . 


السابع عشر: عند تناول شئ من علي رف عالٍ يفضل الوقوف علي شئ مرتفع. وإذا كان الرف غير مرتفع يتبع الأتي : قدم ساقاً للأمام واجعل وزن جسمك علي الساق الأمامية أثناء إنزال الشيء ثم ينقل الوزن علي الساق الخلفية. 


 الثامن عشر: تجنب إجهاد الظهر أو حمل شئ عند الاستيقاظ من النوم خاصة بعد النوم لفترة طويلة حيث يكون المحتوي المائي للغضروف أكبر وبالتالي احتمال الإصابة أكبر تجنب أيضا إجهاد الظهر أو حمل شئ بعد الجلوس لفترة طويلة (مثل حمل الشنط بعد فترة طويلة من الجلوس أثناء السفر). 


 التاسع عشر: تجنبي استخدام الحذاء ذو الكعب العالي حيث يؤدي إلي خلل في ميكانيكية الظهر مما يؤدي إلي تفاقم الألم.


 العشرون: إذا كنت مضطرا للوقوف طويلا حاول على فترات منتظمة أن تقوم بثني الظهر وأنت واقف في اتجاه لمس أصابع قدميك ولكن مع الحفاظ علي الركبة مثنية قليلا. 


 الحادي والعشرون: ضع مخدة صغيرة أثناء الجلوس ما بين أسفل الظهر وكرسيك علي قدر حجم الفراغ بين الفقرات القطنية و الكرسي وإذا كانت هذه المخدة غير متاحة ابرم فوطة وضعها ما بين أسفل الظهر والكرسي الذي تجلس عليه في البيت أو المكتب أو السيارة. 


 الثاني والعشرون: يجب أن يكون فراشك دعامة قوية لظهرك فالمرتبة الرخوة جدا كالإسفنج أو السرير ذو السوست يؤدي إلى ضغوط زائدة علي أنسجة الظهر .فراش صحي 


 الثالث والعشرون: الفراش الصحي : يحافظ علي وضعه ولا ينضغط بسهولة بينما الفراش الغير صحي(أسفل) ينضغط بسهولة ولا يحافظ علي الانحناءات الطبيعية للعمود الفقري
فراش غير صحي : يمكن استخدام الحزام الساند للظهر أثناء المجهود الشديد أو السفر ولا ينصح بالاستخدام الدائم للحزام حيث يصبح المريض معتمدا عليه بشكل كامل وتضعف العضلات التي تحمي وتثبت العمود الفقري مما يفاقم من مشكلة الظهر. 


 الرابع والعشرون: أنصت جيدا لجسدك!!! فعندما تشعر بالألم مع أي نشاط توقف عنه فورا وامنح نفسك استراحة من هذه الأنشطة ولا تستمر حتى يجبرك الألم علي التوقف. 


 الخامس والعشرون : رتبي دولاب مطبخك بحيث يكون كل شئ تستعملينه باستمرار وخاصة الأشياء الثقيلة في متناول اليد أي غير منخفضة جدا فتضطرين إلى الانحناء لأخذها أو مرتفعة جدا فتضطرين إلي رجوع الظهر بشكل خاطئ للخلف مجهدة إياه. 


 السادس والعشرون: إذا كان السطح الذي تعملين عليه في المطبخ مرتفع جدا فاستخدمي كرسي بالطول المناسب أثناء العمل. 


 السابع والعشرون: تذكري أن تدخلي وتخرجي الأشياء من الفرن عن طريق ثني الركبتين وليس الانحناء بالظهر و خاصة الأشياء الثقيلة. 


 الثامن والعشرون: تجنب الإمساك فهو يزيد الضغوط والأحمال على عضلات الظهر السفلي وذلك عن طريق تناول الخضراوات و الفاكهة المليئة بالأليف والابتعاد عن تناول الخبز الأبيض. 


التاسع والعشرون: عند فرش السرير اركعي علي ركبتيك ويديك بدلا من الانحناء بالظهر ولا تنحني وتشدي جسدك للوصول للجانب الآخر من السرير فقضاء عدة دقائق للدوران للجانب الآخر من السرير لفرشه أفضل من قضاء عدة أيام عليه بظهر مؤلم!


الثلاثون: الغسيل المبتل ثقيل لذا احملي سلة الغسيل قريبة جدا منك وعند نشر الغسيل ضعي السلة علي كرسي أو شئ مرتفع حتى لا تضطرين للانحناء مع التقاط كل قطعة ملابس من السلة. 


 الحادي والثلاثون: اجلسي عند كي الملابس. 


 الثاني والثلاثون: تجنب الكراسي التي طول مقعدها (الجزء الأفقي من الكرسي) أطول من طول خفذيك حيث أنك ستضطر لأخذ وضع سيئ للظهر. 


 الثالث والثلاثون: عند الجلوس استخدمي مسند للقدمين بارتفاع حوالي عشر سنتيمترات لرفع القدمين بحيث ترفع مستو الركبتين وتجعل الظهر في وضع أفضل. 


 الرابع والثلاثون: التمرينات الرياضية والعلاج الطبيعي 


الخامس والثلاثون: وضحت إحدى الدراسات أن المرضى الذين أخضعوا لتمارين لتحريك الظهر قد اكتسبوا مرونة لم يكتسبها نظراؤهم الذين أخضعوا للبقاء في السرير طيلة فترة التجربة والتي دامت أسبوعا ، ولذا فإن الأطباء ينصحون المرضى بالبقاء في السرير لمدة يوم أو يومين على الأكثر، من ثم البدء بمزاولة حياتهم الاعتيادية، إذا أن الحركة تعمل على ضخ مواد مرطبة للأقراص الموجودة بين الفقرات والتي تعمل على تليينها وبالتالي مرونة حركتها، لذا فإنهم يعتبرون العلاج الطبيعي من أهم طرق علاج آلام الظهر.


السادس والثلاثون: المشي المنتظم لمدة 15- 20 دقيقة مرتين أو ثلاث يوميا مفيد جدا لتحسين الدورة الدموية لأنسجة الظهر و لتحسين تغذية الغضاريف وزيادة قوة تحمل عضلات الظهر .
...............
منقول 
الموسوعة الصحية الحديثة

ما يقال إذا رأى ما يعجبه


أولا: إذا رأى الإنسان ما يعجبه في ماله 
فليقل "ما شاء الله لا قوة إلا بالله"
كما في قصة صاحبي الجنتين 
حين قال له صاحبه (وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ) 
هذا إذا رأى الشيء في ماله،


ثانيا: إن رآه في غيره 
فليقل "بارك الله عليه" أو كلمة نحوها 


ثالثا:وإذا رأى ما يعجبه من أمور الدنيا 
فليقل "لبيك إن العيش عيش الآخرة" 
كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوله 
فيقول "لبيك" أي إجابة لك
ثم يقول "إن العيش عيش الآخرة"
من أجل أن يوطن نفسه على أن الدنيا مهما كانت فهي زائلة ولا عيش فيها 
وإنما العيش حقيقة في الآخرة.
....................
 من فتاوي نور على الدرب

احرص على ما ينفعك واستعن بالله


قال صلى الله عليه وسلم: 
«احرص على ما ينفعك واستعن بالله»،


فيالهما من كلمتين عظيمتين جمع فيهما خيري الدنيا والآخرة،
لمن فهمهما وعمل بهما من العباد، 


فأما الحرص والجد في تحصيل الأمور النافعة في المعاش والمعاد، 
وذلك بالاجتهاد في القيام بعبودية الله التي خلق الله المكلفين لأجلها، 
وبما يعين على ذلك من كسب الحلال المساعد على أمرها،
ولا يتم ذلك إلا بسلوك طرقها النافعة وأبوابها،
ولا يحصل إلا بقوة الاستعانة بالله والتوكل عليه،
لا على الأسباب، بل على مسببها،
فلا يفوت أحدا الخير إلا بترك واحد من هذه الأمور،
______________
إما أن لا يحرص بل يستولي عليه الكسل والفتور، 
أو يكون حريصا على غير الأمور النافعة،
أولا يستعين بميسر الأمور.
______________
أعظم الأمور النافعة
أن تتعلم ما يقيم دينك وعباداتك ومعاملاتك،
وأن تؤدي الشرائع الظاهرة والباطنة 
مجتهدا في تكميل عباداتك قائما بحقوق الخالق وحقوق الخلق، 
مستعينا بربك في طلب الحلال من الرزق،


فيا طوبى لمن قوي توكله على ربه في تيسير أمر دينه ودنياه،
ويا سعادته إذا شاهد النجاح والفلاح عند تمام مسعاه،


إذا أردت أن تختار عملا نافعا تصلح به دنياك،
فاسلك الطريق الموصل إليه برفق،واستعن بمولاك،
فإنك إذا حققت التوكل عليه سهل لك الأمر،ويسره وكفاك،
وإن أعجبت بنفسك ورأيك خذلك، ووكلك إلى ضعفك فوهنت قوتك وقواك،


فلو توكلتم على الله حق توكله،
لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا،


ولكن كثيرا منكم يعجب بنفسه فيرهقه وهنا وهوانا وخذلانا،
((وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ)).
..................
من كتاب "الفواكه الشهية من الخطب المنبرية"
للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله

سنن مهجورة عند ترديد الأذان


أولا : أن يقول مثلما يقول المؤذن: 
والدليل:حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن ){رواه أصحاب الكتب الستة}


ثانيا : ( ويجوز بل يستحب أن يقول أحيانا : لا حول ولا قوة إلا بالله عندما يقول المؤذن ( حي على الصلاة حي على الفلاح ) 
والدليل: حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إذا قال المؤذن : الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم : الله أكبر الله أكبر ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ثم قال : أشهد أن محمدا رسول الله فقال : أشهد أن محمد رسول الله ثم قال : حي على الصلاة قال : لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال : حي على الفلاح قال : لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال : الله أكبر الله أكبر قال : الله أكبر الله أكبر ثم قال : لا إله إلا الله قال : لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة ) رواه مسلم وأبو داود


ثالثا: ويجيب أحيانا حين يسمع المؤذن [ يتشهد ] –أي بعد الشهادتين- بقوله : ( وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا )  فإنه من قال ذلك غفر له ذنبه.
هومن حديث سعد بن أبي وقاص عن رسول الله صلى الله عليه و سلم 
قال:( من قال حين يسمع المؤذن )
فذكره وقال في آخره : ( غفر له ذنبه ) 
أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي


رابعا:ويجوز له أن يقتصر أحيانا على قوله:( وأنا وأنا )
بدل قول المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله  كذلك كان يفعل رسول الله صلى الله عليه و سلم.
هو من حديث عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع المؤذن يتشهد قال:( وأنا وأنا ) 
أخرجه أبو داود والحاكم وقال:( صحيح الإسناد ) ووافقه الذهبي قال الشيخ الألباني: وهو على شرط مسلم.
..
فإذا فرغ من الإجابة يصلي على النبي صلى الله عليه و سلم فإنه من صلى عليه صلاة صلى الله عليه بها عشرا 
وفيه حديث عبد الله بن عمرو بن العاص: أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول :
( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة ) رواه مسلم وأبو داود والنسائي


وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم دعاء الوسيلة فلا يعدل عنه كما لا يزاد فيه ولا ينقص فقال صلى الله عليه و سلم : ( من قال حين يسمع النداء :" ( اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته) حلت له شفاعتي يوم القيامة"


وهذه الفوائد من كتاب الشيخ الألباني "الثمر المستطاب" رحمه الله تعالى رحمة واسعة.


---------------------------------------------


ونضيف فائدة في ذلك:
للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :
قول النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول المؤذن " نقول مثل قوله إلا في جملتين فقط وهما حي على الصلاة. حي على الفلاح نقول : لا حول ولا قول إلا بالله. وفي صلاة الصبح إذا قال: الصلاة خير من النوم نقول : الصلاة خير من النوم كما قال
ولكن أسأل لماذا لم تقل مثل ما يقول في حي على الصلاة حي على الفلاح.
لأنه هو يدعونا إذ حي يعني أقبل. فلو قلنا نحن: حي على الصلاة معناه دعوناه أيضاً ونحن في البيت نتابعه تدعوه للبيت هذا ما يستقيم ولهذا كان المشروع في حقنا أن نقول : لا حول ولا قوة إلا بالله. وما معنى لا حول ولا قوة إلا بالله. معناها للاستعانة كأنك تقول
في جواب المؤذن : سمعنا وأطعنا ولكننا نسأل الله العون.اهـ
................
من مجموع الفتاوى (7/ 340- 341)

حقيقة التوّكل على الله عزَّ وجلّ

إنَّ التوكّل على اللَّه وحده، وتفويضَ الأمور كلِّها إليه، والاعتمادَ عليه في جلب النّعماء ودفع الضّر والبلاء مقامٌ عظيمٌ من مقامات الدِّين الجليلة، وفريضة عظيمة يجب إخلاصها لله وحده، وهو من أجمع أنواع العبادة وأهمها لما ينشأ عنه من الأعمال الصالحة، والطاعات الكثيرة، فإنَّه إذا اعتمد القلب على اللَّه في جميع الأمور الدينيّة والدنيوية دون مَنْ سواه صحَّ إخلاصه وقويت معاملته مع اللَّه وزاد يقينه وثقته به تبارك وتعالى

وقد أمر اللَّه سبحانه بالتوكل عليه في مواطن كثيرة
من القرآن الكريم،
وجعل التوكل عليه شرطاً في الإيمان، 
فقال تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة: 23]، 
وقال تعالى: {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ } [يونس: 84].
فجعل دليل صحة الإيمان والإسلام التوكل على اللَّه، وكلما قوي إيمان العبد كان توكله أقوى، وإذا ضعف الإيمان ضعف التوكل، فإذا كان التوكل ضعيفاً كان دليلاً على ضعف الإيمان ولا بد، فالتوكل أصل لجميع مقامات الدِّين، ومنزلتُهُ منها كمنزلة الجسد من الرأس، فكما لا يقوم الرأس إلا على البدن،
فكذلك لا يقوم الإيمان ومقامته وأعماله إلا على ساق التوكل.

وحقيقة التوكل هو عمل القلب وعبوديته اعتماداً على اللَّه وثقة به والتجاء إليه وتفويضاً إليه ورضاً بما يقضيه له؛ لعلمه بكفايته سبحانه وحسن اختياره لعبده إذا فوَّض إليه أموره مع قيامه بالأسباب المأمور بها واجتهاده في تحصيلها. هذه هي حقيقة التوكل: اعتماد على اللَّه وحده لا شريك له، مع فعل الأسباب المأمور بها والقيام بها، دون تعدٍّ إلى فعل سبب غير مأمور، أو سلوك طريق غير مشروع.

والناس منقسمون في هذا الأمر الجليل إلى طرفين ووسط: فأحد الطرفين عطل الأسباب محافظة على التوكل، والطرف الثاني عطل التوكل محافظة على السبب، والوسط علم أنَّ حقيقة التوكل لا تتم إلا بالقيام بالسبب فتوكل على اللَّه في نفس السبب.

وقد جُمع بين هذين الأصلين في نصوص كثيرة منها قوله صلى الله عليه و سلم : ((احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ)) رواه مسلم عن أبي هريرة، ففي قوله: ((احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ)) أمر بكلِّ سبب ديني ودنيوي بل أمر بالجد والاجتهاد فيه والحرص عليه نية وهمة وفعلاً وتدبيراً، وفي قوله: ((وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ)) إيمان بالقضاء والقدر وأمر بالتوكل على اللَّه الذي الاعتماد التام على حوله وقوته في جلب المصالح ودفع المضار مع الثقة التامة به في نجاح ذلك، فالمتبع للرسول صلى الله عليه و سلم يلزمه أن يتوكل على اللَّه في أمر دينه وديناه،
وأن يقوم بكل سبب نافع بحسب قدرته وعلمه ومعرفته.

وفي الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رجل: يَا رَسُولَ اللهِ أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ ، أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ؟ قال: ((اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ)) 
فأرشده صلى الله عليه و سلم إلى الجمع بين الأمرين،
فعل السبب والاعتماد على اللَّه.

وفي الترمذي أيضاً عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ((لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُتَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا))
فذكر الأمرين معاً، فإنَّ غدو الطير وهو ذهابها في الصباح الباكر
و سعي في طلب الرزق وتحصيله.

وروى ابن أبي الدنيا عن معاوية بن قرة قال: لقي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ناساً من أهل اليمن
 فقال: من أنتم ؟قالوا: نحن المتوكِّلُون، 
قال:((بل أنتم المتَوَاكِلُون، إنَّما المتوكِّل الذي يلقي حبَّه في الأرض
ويتوكل على اللَّه عز وجل)).

وجاء في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما في سبب نزول قوله تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197]. قال: كَانَ أَهْلُ الْيَمَنِ يَحُجُّونَ ، وَلاَ يَتَزَوَّدُونَ وَيَقُولُونَ نَحْنُ الْمُتَوَكِّلُونَ فَإِذَا قَدِمُوا مَكَّةَ سَأَلُوا النَّاسَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:
{وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}.

وبهذا يعلم أنَّ التوكّل لا بد فيه من الجمع بين الأمرين: فعل السَّبَب، والاعتماد على المسبِّب وهو اللَّه، أما من عطَّل السبب وزعم أنَّه متوكِّل فهو في الحقيقة مُتوَاكِل مغرور مخدوع، وفعله هذا ما هو إلا عجز وتفريط وتضييع، فلو قال قائلٌ مثلاً: إن قُدر لي أدركتُ العلم اجتهدتُ أو لم أجتهد، أو قال: إن قدر لي أولاد حصلوا تزوجت أو لم أتزوج، وهكذا من رجا حصول ثمر أو زرع بغير حرث وسقي وعملٍ متكلاً على القدر، وهكذا أيضاً من يترك أهله وولده بلا نفقة ولا غذاء ولا سعي في ذلك متكلاً على القدر،
فكل هذا تضييع وتفريط وإهمال وتواكل.

أما من يقوم بالسبب ناظراً إليه معتمداً عليه غافلاً عن المسبِّب معرضاً عنه فهذا توكله عجز وخذلان، ونهايته ضياع وحرمان ولذا قال بعض العلماء: (( الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد، ومحو الأسباب أن تكون أسباباً نقص في العقل، والإعراض عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع، وإنما التوكل والرجاء معنى يتألف من موجب التوحيد والعقل والشرع )).

إنَّ التوكل مصاحب للمؤمن الصادق في أموره كلِّها الدينية والدنيوية، فهو مصاحب له في صلاته وصيامه وحجّه وبرّه وغير ذلك من أمور دينه، ومصاحب له في جلبه للرزق وطلبه للمباح وغير ذلك من أمور دنياه، فالتوكل على اللَّه نوعان: توكلٌ عليه في جلب حوائج العبد وحظوظه الدنيوية أو دفع مكروهاته ومصائبه، وتوكلٌ عليه في حصول ما يحبه هو ويرضاه من الإيمان واليقين
والصلاة والصيام والحج والجهاد والدعوة وغير ذلك.

فهذه صفة المؤمنين الصّادقين، والله تعالى يقول: 
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2].






........................
المصدر: موقع الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله